2009-11-21

الالقاب الجزائرية إلى أين؟

الالقاب الجزائرية إلى أين؟

أتذكر عندما كنا صغار بالمدرسة الأساسية، كان أستاذنا ذكره الله بخير عندما نهم بالخروج من القسم عند منتصف النهار لتناول وجبة الغداء، يقول مازحا: لماذا تخرجون من القسم، ألأجل الطعام؟

-  فكل الأطعمة متوفرة ها هنا فلما الخروج؟ وحتى هناك بعضها لن تجدونها إلا بداخله… فقد كان يشير ذكره الله بخير إلى ألقاب الزملاء المستوحاة من الأطعمة والمحاصيل، مثل: بولعسل، بوخبزة، بوالشعير، بوالدهان، بوالقمح، بوالطمين، بوالزيت… وغيرها

وكنا نسأله  حينها عن سر التسمية بهذه الألقاب فكان يقول أن هذا من مخلفات الإستعمار، فقد كان المستعمر يأخذ معه أذياله عند تسجيل العائلات فكانوا يسجلون الالقاب بأهوائهم وأحيانا لصفة في الشخص كالاصلع الاعرج الفرطاس الاحمر الابيض وهكذا ذواليك      …

نتعرف يوميا على مواطنين من شتى أنحاء الوطن، وما أن يقدم أحدهم نفسه وإلا وترك تعرفك بلقبه أثرا في نفسك، إما رغبة في الضحك، السخرية، التعجب، الحيرة أو حتى الإشمئزاز، فما إحساس المرء عندما يرحب بالسيد المتصل ببشاشة قائلا: مرحبا بك معنا سيد كلب، أو مرحبا بك يا سيد حمار، كيف تجمع النقيضين معا بكل بساطة…؟

الألقاب الجزائرية جلها خليط من المحاصيل الزراعية والنباتات والصفات، وعند ذكر الصفات نتوقف لحظة صمت أمام الأخلاق ترحما، عندما نجد صفات سلبية يستحي المرء حتى من ذكرها مع نفسه فما بالك مع أسرته أو في المجتمع ككل، لن تتصور أن تسمع لقب عائلة ينسب لفرج امرأة أو لذكر رجل، أمر حقيقة يندى له الجبين ويترك أثرا بغيضا في النفس.

الألقاب الجزائرية تدق ناقوس الخطر على كيان أمة هذبها الإسلام وجعل فيها مكارم الأخلاق قيما لا رجعة فيها ولا نقاش، فبالله عليكم يا ولاة الأمور أن تهرعوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من شرف الأسر الجزائرية التي أهينت بألقابها وجعلتها تحني رأسها في التراب غصبا عنها.

فهلا كانت حملة عامة تسهل فيها إن لم نقل تجبر أصحاب هذه الألقاب لتغييرها لما يجعل في نفسها عزة وكرامة في بلد يدعي حكامه العزة والكرامة…

والكرامة تبدأ ها هنا والله أعلم.

بقلم: عبد الرحيم حراتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق