2009-11-20

عالم الكرة عالم عجيب

عالم الكرة عالم عجيب

       تعدت الساعة الثانية صباحا، أحاول النوم فلا أستطيع، أفكر بكل جدية واسأل من الأعماق لم انهزمنا اليوم في هذه المباراة؟؟؟

أنا لست من عشاق الكرة، ولا أعرف حتى أسماء اللاعبين ومن يعرفني يشهد على أميتي…

لكن

تأملت حب من حولي للكرة، كبير وصغير، فقررت أن أهتم للأمر قليلا لأعرف السبب، لم يعشقون الكرة لهذه الدرجة؟؟؟

لم يتابعون المباريات بكل حماس وبكل وجدانهم، بصراخهم وعويلهم، بصياحهم ورقصاتهم…؟؟؟

في مباراة سابقة لفريقنا الوطني، لم اعر المقابلة اهتمام رغم أني كنت قادرا على مشاهدتها، وفي اليوم التالي وعند كل سؤال هل شاهدت المباراة فأجيب بالنفي، فيخيب ظن السائل ويتأملني باستغراب كأني ارتكبت إثما، حتى أن بعضهم اتهمني باني منعدم الروح الوطنية حتى لا أقول الروح الرياضية، لا لشيء سوى لأني لم أشاهد المباراة ولا اعري هذه المناسبات اهتماما يذكر .

تساءلت ما لذي دفعهم لاتهامي بهذا لمجرد أني لم أشاهد المباراة فهل الوطنية كلها في مباراة كرة قدم؟؟؟

مع مرور الوقت بدأت أحلل الوضع وأتساءل عن سر هذا الهوس الجماعي بالكرة؟؟

أهو الفراغ، أم هي الهواية، ربما التقليد وربما التعود؟؟؟؟

بعد الخسارة الفادحة أمام المنتخب المصري العنيد بالأمس، تأملت دموع أخي الصغير ذي العشر سنوات، وتساءلت أي حرقة هاته التي أسالت دموعه؟، وهو الذي ألح للحصول على علم وطني مهما كان، فصار شريكه اليومي في كل خرجاته، يرفرفه عاليا بفخر واعتزاز، لكن منذ اليوم لم يعد يعريه اهتماما فقد أفل سبب رفع الراية…؟؟؟

عندما تأملت الشارع العاصمي بالأمس، والفرحة العارمة على جل المواطنين وأبواق سياراتهم تعلوا المكان كأنه يوم الاستقلال كما قال شيخ طاعن في السن، بل ضاه ذاك اليوم العظيم نتيجة تجاوب الوطن بكامله، شرقه وغربه، شماله وجنوبه مع الحدث.

خيبة الأمس، إحساس بالألم، مس ربوع الوطن، ربما كنا نبحث عما يبهجنا ويخرجنا من عزلتنا التي فرضها علينا الوضع منذ عشرية قاتمة، ربما كنا نبحث عن نقطة انطلاق نشعر بها العالم أننا ها هنا وقد عدنا؟؟؟ لكننا تعودنا على الخيبات في كل مرة…

عندما يكون مصير بهجة شعب بكامله بين يدي إحدى عشر لاعبا في ملعب فلإنه أمر عجيب حقا؟؟؟

لماذا خسر الإحدى عشرة لاعب وأجلوا فرحة الملايين ممن ينتظرون هذه الفرحة بكل شوق وشغف؟؟؟

أهو الضعف؟؟

أهو ضعف البصيرة، أم هو التسرع؟؟؟؟

ولم تألمنا كل هذا الألم؟؟؟

أغيرة على الوطن؟ أمبالغة في تعظيم الأمور؟

خصمنا المصري لم يربح المباراة بقوة لعبه، بل ربحها بإلحاحه وإرادته الفولاذية في الفوز، أراد ألا يخيب آمال شعبه فكان له ما أراد منذ اللحظة الأولى، أستغل كل الفرص المتاحة وثابر وأصر أن يكون مهاجما فنال المبتغى وحقق النصر ومنحناه الفرصة الذهبية في التألق على حسابنا دائما…وهذا درس في الحياة، فالرغبة والإرادة بالتكرار تحقق المستحيل فلا شيء يمنع تحقيق النجاح حينها فقد تفشل ألف مرة، لكن أكيد ستأتي الألف وواحد لتحقق لك النجاح.

فريق مصر دخل بكل أبهته وعزة نفس، ولاعبينا دخلوا ووجوههم عابسة يكفي أن يدل عليهم ذلك لحى أغلب اللاعبين التي لم تحلق، وعند اللعب نلاحظ الثغرات مرارا وتكرارا ولا نرى أنها تغطى فلا أدري ماذا يفعل المراقبون للمباراة؟؟؟ فكيف يوجهون اللاعبين لتغطية نقاط ضعفهم؟؟ فلولا حارسنا الأمين لمنينا بهزيمة نكراء نذكرها لأحفادنا بمرارة.

دفاعنا على الجناحين ميت لا يغطي المنطقة الدفاعية جيدا، هجومنا لا يعتمد على صعود أكثر من ثلاث لاعبينا فتجد غالبا منطقة الهجوم خاوية حتى تنزع الكرة من المهاجم لأنه لا يجد لمن يمرر الكرة.

أنا لا أفهم في التكتيك للمباريات، لكن يكفي أن ترى عيني فأرى الخلل أين  يكمن، وبالمناسبة أتساءل هل يلعب لاعبينا ومدربيهم لعبة الشطرنج؟؟؟ فمن لا يعرف هذه اللعبة لن يكون له وجدان وروح إستراتيجيات الفوز في المباريات ، فنصيحة لكم يا من وضعنا فرحتنا بين أيديكم أن تلعبوا الشطرنج…

دموع أخي الصغير حرقت قلبي، ودموع شعبكم الذي أنتظر فوزكم بالله عليها دعوها تحرق قلوبكم عل وعسى تفرحوننا، فنشعل شمعة أخرى في ظلام أيامنا العابسة، ونبتسم على الأقل، فنتنفس حينها من قلوبنا ونقول الحمد لله لا زالت الجزائر بخير.

بقلم: مجرد مشاهد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق