2015-02-06

مجرد شعور

مجرد شعور 
الشعور الذي يهزني هزا ويريني مدى الضعف الذي انا فيه، العجز عن اضافة خطوة في مسار الحياة التي ارتضيتها لا التي اعيشها اين انا مما كان من احلامي الجميلة بعيش الحياة والمثابرة فيها والفاعلية فيها ولو بقلم جاف، جاف لا جفاء فيه لاحد، فقط التعبير عن مكنونات القلب من احاسيس دافئة دفء الشعور بالحب او ساخطة عن السقوط في هوة الروتين القاتل الذي يسفك دماء الاحياء حتى بلوغ قبورهم... لا احد يشعر بموت الكاتب كما يشعر هو بموت قلمه، انه نبض قلبه وفكره، فيا اسفاه عن هذا الاحساس المرعب... ايها القلم متى نثرت اخر مرة.. لا تذكر حتى.. هذا هو الموت بعينه اخدتني مشاغلي اليومية عن كل شيء، الجري وراء مستلزمات لا تنتهي الا بنهاية صاحبها تلهيني عن اكسير الروح الروح في النثرات والخلجات والسجود طويلا طويلا جدا في عتمة الليل امام خالق لا ينس احد اه واه تبا لكل ما يجري بوعي او بلا وعي، فما هذا ما اردت ولا هذا اقصى ما ابغي نفحة تلفح الوجه احيانا، لا بل تصفعه صفعا تأتي على حين غرة من الامر تثير الامر وتراود عن النفس لعل وعسى، ثم تنهار امام الجمود العالق منذ زمن، فتستسلم لامر الواقع وترحل في صمت تاركة اثر الهزيمة المر... انه الروتين المخزي عندما يستولي على المكان يبني اعشاش الوهم ان هذه هي الحياة، لكن والحق يقال، ليس هذا ما اريد... للحظة اقول الحمد لله اني كتبت هذا الان، وسأقول الف حمد وشكر لله ان استطعت ان انشر هذا في مدونتي التي اكل عليها الدهر وشرب، وسأدعوا الله طويلا الا اموت طويلا في واقعي قبل ان يأكل الذوذ ما تبقى من مخ في قبر مظلم قاتم الظلمة ... 
عبد الرحيم

2012-05-10

حادث وعبر

كم من قتيل تعرفه قتلته سيارته في الطريق، أو بالأحرى كم قتيل قتلته سيارة سائق...؟

كم من شخص تعرفه طريح الفراش بمستشفى من المستشفيات يصارع الموت بسبب حادث سيارة...؟

كم من شخص تعرفه خرج بعاهة مستديمة أو عضو من أعضائه بتر بسبب حادث مرور...؟

كم من يتيم يتم، وكم من أرملة ترملت بعد أن فقدت معيلها على طريق من طرق الموت في بلادنا...؟

كم مرة نجوت أيها السائق من هذه الحوادث؟ وكم مرة اتعظت فيها من الإفراط في السرعة ومخالفة قانون المرور؟

هي أسئلة لم اطرحها على احد من قبل، ولم اطرحها حتى على نفسي، لكن بعد حادث اليوم اكتشفت كم أنا غبي...؟؟؟؟

قدت اليوم سيارتي بسرعة مفرطة لا لشيء سوى لاني تأخرت عن عملي، والطريق كان فارغا وسيارتي جديدة وثقت بها كل الثقة، وفجأة دون مقدمات

تنحرف عن مسارها وتدور حول نفسها عدة مرات بسرعة هائلة، وتكاد تصطدم بسيارة قادمة من الاتجاه المعاكس... أدرت عجلة القيادة بسرعة فأجد نفسي مرتطم بحافة الطريق...

هي لحظات فقط ... لحظات فقط مرت فيها الدنيا أمامي كشريط سينمائي، رأيت الموت قادم بين عيناي في صمت، ورأيت آخر عمل من أعمالي في الدنيا وتساءلت هل هو مدخلي الجنة... وقد فرطت في طاعة الله حق طاعته...

موتي كيف يكون، وأخر أنفاسي بما ألفظ فيها، أبشهادة ألا اله إلا الله محمد رسول الله، أم أنها ستتلعثم في لساني..؟

بما ختمت أمسي، أبطاعة الله أم بعصيانه؟

بما بدأت يومي، أبصلاة صبح في بيت من بيوت الله، أم بعد شروق شمس اليوم والاستيقاظ لعمل الدنيا...؟

أسئلة خاطفة كنت أحاول أن أجد لها مبرر ولو للحظة، لكني خبت وفشلت، فماذا لو كانت نهايتي في هذا الحادث فبما أقابل ربي؟؟؟

... توقفت السيارة و الناس من حولها ينتظرون خروجي وأنا في ذهول مما حدث، استغفرت الله كثيرا وحمدته أكثر على النجاة، ومن حولي يهنئونني على السلامة...

ياه كم هو موقف صعب عندما تكون على حافة الموت وترزق حياة جديدة، أو بالأحرى فرصة أخرى لحياة أخرى تكون أكثر قربا إلى الله فهل نحن منتهون؟؟؟؟

حادث اليوم درس لي ولك يا قارئ فلا تدري نفس بأية ارض تموت، ولا تدري نفس أتمسي إن أصبحت أو تصبح إن أمسيت، فماذا نحن معدون ليوم الميعاد الأكبر وبما نقابل الله ربنا؟؟؟

وأي عمل نريد فيه ثواب اكبر، وأي عمل نراه مهلكنا ومدخلنا النار...؟؟؟

وماذا فعلت بنا صاحبة الشيطان "سوف" وما تركت فينا من أثر التأجيل والتأخير حتى نلاقي الله على حين غرة من الأمر وما أعددنا للقائه عدة؟

هي أحاسيسي المفعمة بالصدق بعد هذا الحادث المرعب، أردت أن أشارككم إياه عله عبرة لي ولكم، والحمد لله رب العالمين.

عبد الرحيم حراتي

10/05/2012

2011-06-27

السياحة قضية مجتمع

    كثر الحديث عن السياحة في وطني كعنصر فعال غاب أو غيُب عن الساحة، رغم أهميته الكبيرة في خلق الثروة وخلق مناصب شغل، وعودة بالوطن للساحة العالمية كبلد له ميزاته الخاصة التي تستحق أن تظهر للعيان من خلال إمكانياته وطاقاته الكامنة التي بإمكانها أن توصله للمقدمة...

ما يجب أن نعرفه وما يجب أن نروج له أن السياحة قضية مجتمع، قضية ثقافة، ولنقل قضية مبادئ وسلوك، فما نلاحظه من أعلى الهرم إلى أدناه في مجتمعنا أنه يساهم بطريقة أو بأخرى في وأد هذه الميزة العالمية التي صارت أهم مورد اقتصادي لبعض الدول كتونس مثلا.

المجتمع الجزائري لا ندري ان كانت خصائص ذهنياته هي التي تمنعه من استغلال هذا المورد الهام، ام هي الظروف فعلت فعلتها لمنع انتشار الفكر السياحي في اوصاله...؟

طبيعة عذراء في جزائرنا، ومناظر خلابة تستحق أن تخلد وأن يشاهدها العالم لروعتها وتأثيرها على من يعايشها، مواقع أثرية تستحق التخليد وكشف الغبار عن تاريخ أمجادها،  وما فوق الثرى أقل مما تحتها، فهناك الكثير من المدن الأثرية تنتظر التنقيب والاكتشاف لاظهارها للعالم، ولا نحتاج لتلفيق الأساطير عمن شيدوا هذه المدن، فالتاريخ يشهد عن أبطال وأمجاد من عاش على تراب الجزائر...

مساحات شاسعة وتنوع مناخي كبير، وثقافات شعبية عديدة (قبائلية، بربرية، شاوية، عربية...) تساهم في خلق الإختلاف والتميز مما يدفع لاكتشاف الآخر حق الإكتشاف...

وبغض النظر عن الأسباب التي تراكمت طوال هذه السنين وكانت عائقا أمام إنتشار الثقافة السياحية في المجتمع، أو منعت وصول من رغبوا في انتشارها، فإن الحلول كامنة في الإرادة الحقيقية إن كانت متوفرة للنهوض بهذا القطاع وتطويره، وبالتالي النهوض بالمجتمع ككل، لهذا فالقضية قضية مجتمع بأتم معنى للكلمة.

من وجهة نظري الشخصية أرى أن الحلول تكمن في النقاط التالية:

الأمن: مما لا شك فيه أن الأمن هو العامل الأول والأهم في انتشار السياحة في اي وطن، فلا يمكن تصور بلد سياحي وسواحه يتعرضون لمختلف التهديدات التي قد تؤدي بأمن ارواحهم واموالهم، فلا يختلف اثنان ان هذه الميزة لا زالت لم تستقر الى  الحد المطلوب عندنا، فلا زالت عصابات الليل تعمل عملها في نهب اموال الناس بالباطل، وتز هق ارواحهم وتفر في جناح الظلام دون رادع يردع، لا حسيب ولا رقيب،  فلا اظن ان الحديث عن السياحة يجدي ونحن لازلنا نخشى الخروج من بيوتنا والسير في شوارعنا ليلا أو نهارا دون خوف ولا وجل، فما بالك السفر تحت جناح الظلام، وعليه فعلى السلطات المخولة باستتباب الأمن أن تعمل جاهدة وبكل ما أوتيت من صلاحيات وقوة أن تقضي على عصابات الليل وكل من يشهر سلاحا في وجه إنسان دون وجه حق، فباستعادة الأمن في أرجاء الوطن يمكننا التحدث عن السياحة كعامل فعال في التنمية.

  • المواصلات:عصب الإقتصاد المواصلات، فكلما توفرت وسائل النقل والتنقل كلما توافرت مظاهر الحركة والتواصل، وكلما تعددت وسائل المواصلات كلما زادت مظاهر التنمية، فالسياحة تتطلب ضمان وسائل النقل المختلفة في كل الأوقات، ومناطق سياحية لا تنام، تعمل على مدار الساعة، فكيف لعاصمة تتوقف فيها وسائل النقل قبل التاسعة ليلا ان يتحدث مسؤوليها عن تطوير السياحة، ومواطنيها لا يجدون وسيلة تقلهم ديارهم بعد هذا الوقت، فما بالك بالسائح الأجنبي...

    ففي الجزائر لا شبكة الطرقات البرية كافية لانتقال المواطنين، ولا سكك حديدية فعالة تربط انحاء الوطن، والطيران ليس في متناول الجميع لأسعاره المرتفعة وخدماته المتدنية ومواعيده المظبوطة!، والنقل البحري الداخلي ملف في أدراج نسجت عليها العناكب بيوتا، فإن كنا نفكر في بناء بلد سياحي فقد آن الأوان لتحرير وسائل النقل بتقديم وتنويع وسائل النقل وضمان ديمومتها وتخفيض أسعارها.
  • الفندقة: فنادق الجزائر المرموقة تعد على أطراف الأصابع، والفنادق من الدرجات المتوسطة غير معروفة وانتشارها محدود في المدن الكبرى ومقرات الولايات، وهذا دليل على أنها قطاع غير منتج وليس له فعالية لقلة مرتاديها، فالفندق أول ما يسأل عنه السائح، وأول محطات الإكتشاف والإستقرار، فإن كانت خدماته في مستوى يشجع السائح على العودة والبقاء أكثر، وإلا فلا...، وعليه يجب تغطية هذا النقص في الفنادق وتحسين خدماتها بضمان الحد الأعلى من الخدمات، وتكوين مسيرين فندقيين يفقهون في الأبعاد الوطنية للسياحة و تأثير الخدمات الفندقية على انتشار السياحة في الوطن، ثم أن  الأسعار ليست دائما في متناول الجميع، لموسمية هذا العمل، وعليه يجب مراقبة الأسعار وضمان تنافسيتها.

  • الخدمات السياحية: ما هو معروف عن الجزائري ان له عزة نفس خاصة ترفع بها عن الإضمحلال والسقوط في متاهة الدناءة والتنازل عن الكرامة لأجل المال، عزة نفس انتجت جزائري ليس خدوما رغم ان المثل يقول" سيد القوم خادمهم" فهو يتعامل من منطلق الند للند في كل الأمور، وبعض أدبيات المعاملة الطيبة واللطيفة تجعله يشعر أنه اهان نفسه وعفس على كرامتها ، رغم ما قد يجلبه من مداخيل ان تنازل عن بعض كبريائه...

    وهذا طبعا مفهوم خاطئ يجب أن يصحح حتى تعود الأمور إلى نصابها، فالتودد الى الزبون والحرص على خدمته بسرعة والعمل على إرضائه وتحقيق طلباته لا اهانة فيه، بل هذه المعاملة هي عماد النجاح في هذا الشأن، فعلى اولياء الأمر أن يعملوا على ترسيخ المبادئ اللازمة لضمان الخدمات السياحية اللازمة في المجتمع.
  • التربية السياحية: على السلطات ان تنشر الثقافة السياحية في الأوساط الشبانية بدء بالمدارس الابتدائية إلى الجامعة من خلال تنظيم رحلات سياحية وتعويد هذه الفئة على السفر والترحال والإكتشاف حتى تألف الفكرة فتصير عادة إجتماعية طيبة وتقليد يترك أثره في الأجيال القادمة.

  • خلق المناخ الملائم المشجع على العمل السياحي، كفتح المواسم السياحية وتغيير أوقات العمل بين موسمي الصيف والشتاء، فلماذا بدء العمل دائما على الثامنة صباحا في  كل القطاعات مادامت الشمس تشرق على الخامسة صباحا صيفا، فماذا سيحدث لو بدأ الدوام من السابعة صباحا حتى الثانية بعد الزوال،وترك الفترة المسائية مفتوحة خصيصا لهذا الشأن...

  • خلق جوائز تشجيعية لأحسن الخدمات الفندقية والسياحية، وتحسيس هذه الفئة بمزيد اهتمام حتى تكون في المستوى المطلوب.

  • إنشاء مدارس خاصة للخدمات السياحية، وتوعية المجتمع عبر وسائل الإعلام المختلفة بالدور المنوط به، وبإيجابيات السياحة ومنافعها الصحية والمادية وتأثير مداخيلها على التنمية وتحسين صورة المجتمع الجزائري في العالم ككل.

       في  الختام أقول علينا أن نصحح المفاهيم  ونحدد أي سياحة نريد فما يخيف أكثر في هذا الأمر ويجعل البعض ينبذ الفكر السياحي هو ارتباط هذا الأخير بالسياحة الجنسية، فالسائح يطلب غالبا التسلية واللهو والراحة من خلال ترحاله وتجواله، والعنصر اكثر طلبا في هذا الشأن هو الجنس والخمور، الملاهي والعلب الليلية،  فما يخيفنا هو تمييع المجتمع وانتشار الرذيلة فيه نتيجة التعري والإباحية، وانتشار هذه الكباريهات والعلب الليلية التي تنتج عن التوسع في هذا المجال، فالمجتمع محافظ وله قيم ومبادئ ديننا الإسلامي الحننيف، والمجتمع لا يرضى بانتشار الرديلة في اوصاله، وعليه لا بد من الحرص على هذه القيم ومراعاة خصائصه، فالتعامل بصرامة في هذا الشأن بتوسيع الرقابة والردع لحفظ النظام العام في هذه الأطر الخاصة قد يشعر المجتمع بالطمأنينة أكثر ويتقبل الإنتشار والتوسع في خدمة الأهداف السياحية المنتظرة.

بقلم عبد الرحيم حراتي

27/06/2011

2011-06-10

على فراش الموت

زرته على فراش الموت يعد أنفاسه الأخــــــــــــــــيرة

يدعوا الرحمن ربي أغفر دنوبي الكبــــــــــــــــــــيرة

فما صليت لك منذ أعوام كثـــــــــــــــــــــــيرة

وشربت خمرا في ليال سمر مع سمـــــــــــــــيرة

وضاجعت مومسات مجاهرا لا في ستــــــيرة

واغتبت خلقا وخلقا بلا بصر ولا بصـــــــــيرة

ربي أتغفر لي وما ظننت حياتي قصـــــــــــــيرة

فقد فعلت بي "سوف" فعلتها الخطــــــــــيرة

منحتني وهم مديد الحياة وتوبة أخــــــــــــــــيرة

لكن القضاء عجل نهايتي بخاتمة حقــــــــــــــــــيرة

فعلى فراش العهر طعنت بسكينة كبــــــــــــــــيرة

لرفضي دفع ثمن نزوة نزيـــــــــــــــــــــــــــــــرة

فكان للفضيحة ثقلها على نفس شريــــــــــــــــــرة

انكسرت بعد أن رأت دموعا غزيـــــــــــــــــــــرة

فأمي انهارت وقد صارت ضريـــــــــــــــــــــــــرة

لدموع سالت وقد كانت صبــــــــــــــــــــــــــــــورة

وأبي بين التبرأ والصمت في حــــــــــــــــــــــــيرة

إخوتي أهينوا لفضيحتي الجريــــــــــــــــــــــــــرة

فما سامحوني في لحظتي الأخــــــــــــــــــــــــــيرة

وأبوا زيارتي ومنيتي هذه الظهــــــــــــــــــــــــيرة

....

صمت للحظة وقال... صديـــــــــــــــــــــقي

اشعر بالموت ينتزع أحشـــــــــــــــائي

وقد غرس مخالبه في أعــــــــضائي

والقبر ينادي واعدا بشــــــــقائي

فأنا ارى ظلمة وضـــــــــيق

ارى ضمة بلا رفــــــيق

لا حبيب ولا شقيق

فقط ما ادخرت لهذا الـــــــــــــــــــطريق

فما عساي أقــــــــــــــــــــــــــول

رحماك ربي يا مجيب الدعـــاء

اغفر لــــــي

فما اشركت بك تحت الســـــــــــــماء

لكني ما اعددت عدتي ليوم اللقاء

وظننت العمر طويل

رحماك ربي يا غفار الذنوب

اتقبل توبتي وهذه الكروب

والروح تغرغر قبل الغروب

وقد سالت دمعتي خوفا من العذاب

وما وعدت من خزي يوم الحساب

لمن غفى واتبع السراب

ونسى فينسى يوم العقاب

....

شهق صديقي شهقة المــــــوت

وقد كان بالامس يطلب القوت

وصعدت الروح وانقطع الصوت

وحملقت عيناه فاقتربت ودنوت

فأغمضتهما بيدان ترتجفان

ودعوت له الملك الديان

أن يغفر له كل ما كان

فرحمته وسعت الإنس والجان

ولك في موته موعظة بلا نسيان

فاليوم هو وغدا انت او انا او اي كان

فبعمر قصير او طويل سيان

فالموت حق على كل انسان

بقلم:عبد الرحيم حراتي

10/06/2011

2011-05-17

أنا وجدي…

"أنا وجدي.."

   من نعومة أظفاري وأنا اسمع قصص جدي المجاهد عن بطولاته ابان الاستدمار الفرنسي، يتحدث فيها احيانا بحسرة ودموع تروي الثرى الذي يجلس عليه عما لقيه وإخوانه المجاهدين من عذاب وآلام، واحيانا بفرح وحبور عن طعم الحرية والإستقلال الذي يتنعم به أبناء الوطن الآن...

جدي لم يهرع كإخوانه بعد الاستقلال جريا وراء المال والمناصب، حتى أنه رفض أن يستفيد من منحة المجاهدين، فقد قال انه يريد أن يلاقي ربه فيجازيه خير جزاء، وعاش صابرا محتسبا رغم الفقر والفاقة التي كانت تحيط به، بأبنائه وأحفاده...

جدي كان يظن أن الإستقلال سيعيد إلينا مجدنا الذي اضاعه الاستدمار الفرنسي، سنعود لأخواننا كأبناء مجتمع وأمة واحدة، سنعيش متكافلين متعاونين، نعمل بخير ولخير هذا الوطن، وسنرقى لمكانة الأمم الراقية، لأننا من طينة واحدة كما يقول...

جدي لم يعمر طويلا حتى يرى بأم عينيه حرب الأخوة والعداء التي أندلعت في العشرية السوداء، ولم يرى الأسباب الحقيقية والخفية التي دفعت بالأخ لسفك دم أخيه بلا رحمة ولا شفقة...

رحمة الله عليك يا جدي، فقد نجوت مما كان سيجعل قلبك يتحسر ألما أو ندما...

في وطني الآن يا جدي حوت يأكل حوت، لا تخف انه لا يأكله في لقمة واحدة بل على لقيمات صغيرة حتى يجعله يتجرع مرارة الألم، والآهات تعلوا المكان فيستمتع بذلك استمتاعا...

في وطني الآن يا جدي مجتمع لا زال يبحث عن الطريق، أرهقته كثرة الإلتفاف على نفسه باحثا عن حل لهذه المتاهة التي دوخته لدرجة التقيأ...

في وطني الآن يا جدي أناس يسيرون بين الفيلات يتأملون تلكم القصور والجنات ويتساءلون كيف حصلوا على هذا وأناس يطلون من الشرفات على البسطاء الفاتحي الافواه انبهارا ويتساءلون لماذا ليس لهم هذا؟؟؟

...يتبع يا جدي

2011-02-28

الاحباط…

        كم هو مؤلم الاحساس بالاحباط حين ترى أحلامك تضيع منك على مرأى عينيك، في يوم تكون فيه في عز العطاء والسخاء، كلك احلام وطموح في تحقيق الذات، وبلوغ المرام، إذ تجري الايام كنسخة عن الأصل في روتين قاتل، تشعرك خلالها بالضياع نحو المجهول...
فتقف محاولا اكتشاف ذاتك، ومعرفة اين انت من احلامك؟
تحلم ان تكون شيء مذكورا فتبذل جهودا لاجل ذلك، لكن الايام تأتي بمالا تشتهي ويبدأ الصراع بين التحدي والانهزام، مرة تقاوم وتصبر عل الفرج يكون قريب، ومرة تشعر بالخيبة لان كل الطرق سدت امامك...
الاحباط احساس بالضياع ولا ضياع مالم يضيع المرء نفسه، يضيعها حين تأفل نار التحدي في داخله نتيجة عوارض مؤقتة، غطت امامه باب الافق فلو جعل الامل شمعته التي تنير الطريق لبلغ المرام اجلا ام عاجلا، لكنه القنوط يخيم على المكان...
يقولون عن الانسان ان ارادته لا تعرف المستحيل، انه ان اراد استطاع فقط بالمثابرة ومضاعفة الجهود بالعزيمة والتحدي يمكنه تحقيق كل ما يريد
فلما الاحباط؟
الاحباط يكون عندما يتوقف تفكير الانسان عند الفترة الراهنة، عندما لا يؤمن بأن الامور قد تتغير في أي لحظة، او عندما لا يؤمن بأن الله قادر على فتح ابوابه بقوله "كن فيكون"، او لجهله بخبايا الدعاء الصالح، الذي قيل عنه "مخ العبادة"
الاحباط خيبة امل مؤقتة لا  تجعلها تسيطر على الوضع وتستمر اكثر، فعليك بتغيير الاجواء حتى تتنفس من جديد وتنسى الاحساس بالاحباط في داخلك فعليك به ان اردت محاربة الاحباط في كيانك المتلهف للحياة...
17.02.11

ماذا تريد الشعوب العربية؟


    على أبواب الألفية الثالثة وأمام إنتشار وسائل الإعلام عبر العالم كنموذج تواصل  بين الأفراد والمجتمعات، صار نشر الآراء الأفكار  أكثر سهولة ويسرا من ذي قبل، وصار إقناع الناس  أكر يسرا مادامت الصورة الحية  والمباشرة تصل كل الناس من أقصاهم لأذناهم...
كل الأمم سعت من خلال مسارها التاريخي إلى إرساء قيم ومبادئ رأتها وسيلة من وسائل العدل والمساواة، التقدم والنمو والازدهار في المجتمع...
إلا الأمة العربية لا زالت تستورد قيم ومبادئ غيرها من الأمم، لا زالت تأخد قشور حضارات غيرها، تحاول تطبيقها على واقعها ومجتمعاتها التي تعارض في الغالب هذه القيم...
الأمة العربية لديها أسمى وأهم القيم التي عرفتها البشرية جمعاء من خلال شريعة الله في أرضه، شريعه بعث بها النبي محمد، كانت منزهة عن أنا البشر، منزهة عن الظلم والجور في أحكامها بين العباد...
أحكام شريعة سمحاء في ظلالها عدل رباني لا يضاهيه عدل، ودعوة للعمل لخير الدنيا وخير الآخرة...
شريعة عطلت وأهملت رغم أنف الجميع، وتبعنا الضب لحجره نلتقط فضلاته ومخلفاته النتنة، لا لشيء سوى لإرضاء سادة العالم أو في محاولة بائسة لبلوغ ما بلغوه، وهيت لهم ذلك والتاريخ يبنى لبنة لبنة... والحضارات نتاج مراحل تمر بها الشعوب...
ثورة الشعوب العربية تزداد انتشارا معلنة أن زمن الصمت والخوف قد ولى وزمن تكميم الأفواه ماعاد ينفع، لكن ماذا نريد؟؟؟
نريد الحرية، العدالة، العمل، السكن وضمان الحد الأدنى من الحياة الكريمة
ثارت الشعوب العربية على حكامها لا لشيئ سوى لعجز هؤلاء عن ضمان هذه المطالب ،ولازالت شعوب أخرى تهدد بالثورة مالم يستجيب حكامهم لهذه المطالب الشرعية والعادلة
تناقض صارخ بين مطالب الشعوب وحكامهم، ففي حين يطالب الشعب  بهامش أكبر من الحرية والعدل، يطالب الحكام العرب بتثبيت حكمهم مدى الحياة، رغم أنهم لا يقدمون لشعوبهم ما يستحق التخليد في مناصبهم ...
ماذا نريد؟ ولماذا لا نريد؟
السؤال لا زال يطرح نفسه بقوة فالكل يتحددث عن المطالب الشعبية الأكثر اقبالا من طرف الشعوب، لكن لماذا لا نرى مطالب بعودة حكم الله وشريعته السمحاء، مادامت الشعوب قد هبت من سباتها تطالب بالعدالة والإنصاف، فلماذا لا تطالب بالمطلب الأكثر أحقية واكثر شرعية والأكثر رغبة فيه بين كل الأمم المسلمة، أتراه الوقت المناسب للمطالبة بهذا أم أن الأمر يحتاج لنضوج فكري ووعي أكثر بالرسالة المحمدية اللصالحة لكل زمان ومكان...
13.16.02.2011
Cops daly ibrahim

2011-02-07

ما الذي يحدث في مجتمعاتنا يا ترى؟؟؟

        تطل علينا الجرائد كل يوم بأحداث عنف تتزايد وتتراكم يوم بعد يوم، عنف وسفك دماء لم تعد من خصائص حملة السلاح الذين تمردوا على واقعهم وأرهبوا ابناء جلدتهم حتى الثمالة في مجتمع وديع أشتهر على ممر التاريخ بالتكافل الاجتماعي بين اهله حتى صار فيه بقر البطون يكون لاتفه الاسباب...

وصارت الفاحشة بصورها البشعة تذب ذبيبا بين شبابنا المتعطش للاستقرار الروحي قبل الاستقرار المادي...

ما الذي اصابنا؟ ما الذي غير مسارنا من حياة مسالمة ومجتمع هادئ الى مجتمع تفشت فيه اوصال الجريمة الى اقصى الحدود....؟

من توقع ان يصل الامر ان يغتصب الشاب امه او اخته، من توقع ان يقتل المسلم اخاه المسلم لاجل مبلغ 200 دج؟

من توقع أن يقتل الابن أباه أو أمه لا لشيء سوى لعدم منحه مال لاقتناء المخدرات...؟

المخدرات ام السموم التي صارت طاعونا ينهش عقول ابنائنا قبل اجسادهم، من اين لمدمن الجرأة على قتل ذويه مالم يكن هذا السم الفتاك قد نهش وعيه حتى صار اضل من الحيوان المتوحش

انه لامر يندى له الجبين...

كم هو مؤسف هذا الواقع الذي نعيشه!!!

كم هو مؤسف هذا الواقع الذي نعيشه!!!

ازمة العشرية السوداء لازالت تتفل سمومها في المجتمع، لازالت تترك اثرها فيمن رأو دماء مسفوكة واشلاء منثورة، عيون رات فتأثرت بما رأت فصار العنف طريقة واسلوب للكسب وخلق الرهبة في اللنفوس

من اين لزوج ان يقتل زوجته الحامل في شهرها الاخير لا لسبب واضح، وهو بذاته تحت الصدمة لا يعي لماذا فعل ذلك؟

ما الذي يحدث؟؟

شبان في عمر الزهور يسكبون البنزين على اجسادهم ويشعلون نارا تقودهم نحو جهنم لا لشيء سوى لضائقة في الدنيا

لماذا ينتشر هذا العنف بهذه الطريقة يا ترى؟

اناس يقتلون على ايد احب الناس اليهم واناس يقتلون على ايد سفاكي دماء لاجل النهب واناس لم يجدوا من يقتلهم فقتلوا انفسهم

فياللعجب؟؟؟

لو كنا في امريكا أو دول لائكية لهان الامر وقبلناه لان الفراغ الروحي سيد الموقف اما في دولة تدين بالاسلام وشعب واع بشرائعه وبأن من قتل مؤمنا كمن قتل الناس جميعا، ومن ااحياها كمن احيا الناس جميعا

ومن قتل نفسه فقد باء بغضب الله وسخطه

فلماذا يحدث هذا يا ترى؟؟

لماذا يتفشى العنف اكثر فأكثر ويصير القتل كمن يسحق الذباب، فهل من جواب بالله عليكم هل من جواب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عبد الرحيم حراتي

فيفري 2011

السيدة سوف

     إلى أين تقودنا السيدة سوف بحننكتها ومكانتها العظيمة في أنفسنا يا ترى؟

فأنا لا أذكر أني عزمت على أمر إلا وكانت حاضرة فيه بفرض شروطها وتأجيلاتها المستمرة...

انها تتدخل في كل حياتي، تفسد علي كل مخططاتي في كل مناسبة أو بغيرها أحاول جاهدا أن أغير مما اعتدت عليه من طبائع أو عادات لا ارتضيها لنفسي واشعر بالرغبة في تغييرها...

السيدة سوف تجعلني أتراجع دائما إلى الخلف،  إنها لا تشجعني أبدا للمضي قدما لتحقيق ما اريد تحقيقه، انها تكرهني واظن اانها تحقد علي دائما ولا تريدني ان انجح في حياتي ابدا...

كم من مرة رجوتها الا تتدخل في حياتي وتدعني اقوم بما اريد القيام به لكنها دائما تخون عهدها بعدم التدخل...

كم مرة تحديتها اني سأفعل ما اريد غصبا عنها فأنجح لبعض الوقت ثم انهزم جل الوقت...

آه منها كم عدبتني هذه السيدة المستبدة؟

أحيانا اتأملها مليا محاولا إدراك ما تفعله بي، هل ستوصلني لخير؟

فأجدها بأفعالها تقودني نحو الجحيم بعينه...

يا إلهي أعني عليها كان هذا دعائي دائما

احيانا يشدني الحماس وحميتي الداتية فاقهرها في اعماقي قهرا لكنها تعود من الباب الضيق احيانا ومن الباب الواسع احايين اخرى

آه منك يا سيدتي

مللت سيطرتك على افكاري وعلى دوافعي مللت وجودك البائس في حياتي فدعيني بالله عليك

عبد الرحيم حراتي

01.02.11

2011-02-01

غضب الشعوب العربية

غضب الشعوب العربية

تطل علينا وسائل الاعلام هذه الايام بثورات غضب في ارجاء الوطن العربي، فبداية من تونس الى الجزائر ثم لبنان فمصر، وقبلها اللاستقرار الذي دام اعواما في
السودان والعراق وغيرهما...
هذه الثورات تعبير صادق عن مطالب مشروعة لشعوب تعاني من الغبن، الظلم او الاستبداد...
الصمت الطويل للشعوب لا يعني دائما أنها راضية عما هي فيه، فصمت يخلق ضغطا، فانفجارا يأتي على الاخضر واليابس من المنشآت القاعدية لهذه الاوطان...
هذه الثورات تحدث هوة بين السلطة الحاكمة والشعب، هوة باروميترية تزيد وتنقص حسب طريقة تفاعل السلطة مع الاحداث، احيانا تختبأ في قلاعها تطل برأسها من وراء جدارن مشيدة تراقب عن كثب منتهزة الفرصة المناسبة للتدخل، او تقابل الثورة بالعصي والماء الساخن فتزيد النار اشتعالا، او تفر بجلدها تاركة الشعب في فتنة تموج باحثة عن ارهاق دماء...
الصمت العربي يطول كثيرا لأن السلطة تقمع الأصوات المطالبة بالحقوق متهمة أياها بخلق القلاقل والفتن، فتردعها بسجن الأكثر خطرا على وجودها، وتهدد أو تغري من تستطيع إغراؤه بالمزايا والمناصب حتى تضمن صمتهم، والمعارضة المنوطة بالوساطة بين الشعب والسلطة، التي يفترض ان تكون مرآة الشعب ومطالبه المختلفة، ليست قادرة على لعب دورها اللازم
لضغط من السلطة الحاكمة واستمالتها اياها لصالحها او لتخاذل الأحزاب المعارضة في القيام بواجبها...
كل الحكام العرب يدعون الديمقراطية في مناهجهم وكلهم يدعون ان وجودهم في قمة الهرم كان بتزكية شعوبهم وكلهم يدعون انهم مستعدين للتنازل عن السلطة ان اراد الشعب ذلك، لكن كلهم متمسكين بمقاعدهم ومتشبثين بها الى اقصى الحدود، جلهم لا يحتكمون لمبادئ الديقمراطية إلا عند الضرورة الحتمية، وجلهم يخذلون شعوبهم ولا يقومون بما هو منوط بهم القيام به...
كل الحكام يستغلون مكانتهم لتنمية رؤوس أموالهم الخاصة من خلال التجارة، بأموال الشعب، وجلهم لهم حسابات بنكية سرية في دول أجنبية، وسويسرا الراع الأول لأموال رؤساء العرب...
ترى لماذا يستطيع حكامنا تنمية أموالهم الخاصة فتزيد وتنمو نماء رهيبا، في حين يعجزون عن تنمية اموال شعوبهم، ويخلقون من خلالها فرص الثروة والازدهار والتنمية؟؟؟
فمن كان يصدق مثلا أن سدة حكم تجاوزت العشرين سنة تسقط بعشبة قسمت ظهر جمل، عجيب كل العجب ما حدث في تونس الخضراء...!!!
ثلاث وعشرون سنة من الحكم ألم تكن كافية لتقديم خدمات ترضي الشعب الذي لم يطلب الكثير سوى بعض الحرية وتحسين ظروف المعيشة...
من السذاجة ان نصدق أن أحداث الشغب وانتفاضة الشعب دفعت الرئيس للفرار بجلده مالم تكن هناك مؤامرة في الوسط الحاكم، أو ضغوطا و تهديدات دفعته للفرار، ومن السذاجة ايضا ان يفر رئيس حكم بلده لثلاث وعشرون سنة بهذه الطريقة الجبانة، تاركا بلده عرضة للفتنة واللاستقرار والفتنة اشد من القتل وشعب بحاكم مستبد خير من شعب بلا حاكم، فيا للمهزلة!!!
ثورة الخبز تطيح بحاكم يفترض انه ابن شعبه وبلوغه سدة الحكم يفترض انه تكليف له لتسيير شؤون بلاده لا تشريف وامتياز واستبداد بهذا المنصب العتيق
ربما ثورة تونس تمنحنا فكرة عن طبيعة الحكام العرب، كيف يفكرون وماذا يريدون؟
وعن طبيعة الشعوب العربية ماذا تريد من حكامها؟
وماذا عن ارض الكنانة، شعب عن بكرة ابيه يطالب الرئيس بالرحيل، بعد ثلاثين سنة من الحكم، وهو يزداد تشبثا بالكرسي كأن سحر ساحر فرض عليه البقاء فيه حتى الموت...
أترى حكامنا يفكرون في الآخرة ويخشونها عندما يسألهم الله عما فعلوه بشعوبهم؟ أتراهم يطرحون هذا السؤال عن أنفسهم؟ أتراهم يفكرون أن نهايتهم ستكون حفرة كباقي الحفر وبعدها حساب عسير على كل ما جنوه من اموال بطرق مشروعة او غير مشروعة، فوالله لو كان هناك حاكم يخشى الله ما بقي في الحكم اكثر من عهدة، ولو كانت الديمقراطية في الحكم لاتيحت الفرص لكل طامع في السلطة ان يصل ليثبت جدارته وقدرته على التسيير والتنمية من خلال برنامجه الذي زكاه الشعب...
احيانا اشعر بالعجز وانا افكر كيف يفكر الحاكم العربي؟ بأي منظار ينظر لشعبه؟ وبأي مبدأ يحكم؟ ولماذا يعجز عن التخلي عن سحر السلطة؟
الشعب العربي زاد وعيه، وزادت حدة غضبه، لأنه يرى بأم عينه خيرات البلاد، ولا يصله منها الا النزر النزير، انتشرت وسائل الاتصال بين الناس، وصار الناس على علم بكل ما يدور حولهم، من مؤامرات تسري تحت أجنحة الظلام، وماعاد الخوف من العواقب يرعبهم، فما هم فيه من غبن لا يضاهيه خوف على ما سيجدون من عقاب...
ايها الحكام العرب امنحوا شعوبكم، حريتهم في التعبير عن مطالبنهم المشروعة واعملوا على تلبيتها فما انتم الا رعاة اموالهم وكل راع مسؤول عن رعيته امام الله ورسوله وامام العالم بأسره
واعلموا ان التاريخ سيشهد لكم او عليكم، فلا تدخلوا بوابة التاريخ كخفافيش الليل، فلكم مكانة الشرف ان تدخلوه ابطالا بما تقدموه لشعوبكم...
ففي الآخر ستكونون من التراب وإلى التراب، والمجد لمن خشي ربه...
مجرد رأي
عبد الرحيم حراتي
01.02.2011
Abderrahim Herrati
http://hrahim.maktoobblog.com
http://herrati2.blogspot.com
hrahim@hotmail.com
fireur28@yahoo.fr

2011-01-07

التخريب لا دين له.

       التخريب الذي مس الممتلكات العامة والخاصة من سيارات، محلات تجارية، شركات ومنشآت قاعدية في أحداث العاصمة بالامس، أشعرني بمدى سفاهة وطيش القائمين على هذا الفعل، عجبت كل العجب أن تؤول أسباب الحق إلى نتائج باطل، عجبت أن تؤول المطالب الإجتماعية إلى وسيلة للنهب والسلب، فشردمة من قطاع الطرق واللصوص استغلوا الشرارة الأولى ليزيدوها اشتعالا ولهبا، وفي ظلامها كان الاستيلاء على ممتلكات الغير دافعا أوليا.

عجبت أن نرى رعية بلا راع، ولا كلب حراسة، في مرعى تحوم حوله الذئاب منتظرتا الفرصة السانحة لاقتناص غنائمها، وياما انتحلت الذئاب صفة الرعية حتى تحين ساعة تكشير الأنياب...

فلم أفهم سبب غياب التأطير لهذا الاعتراض، فيفترض أن تكون هناك مقدمات قبل أن تصل الأمور لمرحلة العنف، فبالإعتصام أولا، أو الإضراب عن العمل ثانيا، أو ربما بالمسيرات المنددة حتى لو كانت المسيرات ممنوعة،

فلماذا الهجوم الشرس من أول وهلة، كالبعير الهائج الذي لا يلوي على شيء، فمتى كان تحرك جسد بلا رأس يأتي بخير؟

شباب أهوج يعبر عن استيائه من ارتفاع سعر السكر بنهب ملابس، اجهزة الكثرومنزلية، يحرق سيارة مواطن، يكسر محلا تجاريا، عجبا أي علاقة تربط بين هؤلاء؟؟؟؟؟؟

شر البلية ما يضحك!!!

أناس أصبحوا في أسوء حال يدعون على من اغتصب ارزاقهم، سرق محلاتهم، خرب معاملهم، وأناس أصبحوا بغنائمهم يفرحون، عجبت كل العجب أن يكون دم الأخوة التي تجري في عروقنا، قادرة على التفريق بيننا!!!

من لم يشاهد بأم عينيه الأحداث، سيقول أن الأمر يستحق ذلك أو أكثر، لكن من عاشها حتما له رأي آخر، ومن تضرر منها فهو الأكثر حسرة وألما من نتائجها الوخيمة، والحقيقة تقال أننا الخاسرون دائما، ونحن المتضررين دائما سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

الأئمة اليوم نددوا بشدة بهذه الأحداث وأعلنوا جهارا ألا يجوز لا في دين ولا ملة تخريب المنشآت العامة والإستيلاء على ممتلكات الغير بغير وجه حق، ويدعون الشباب الهائج للتعقل والبحث عن حلول سلمية لهذه الأزمة بذل صب الزيت على النار، فقد غلا ثمنه ولا داع لتبذيره بصبه على نار تزيد من خسارتنا أياه...

أين ممثلي الشعب من كل هذا، أليس من واجبهم الانتباه لحالة الشعب  وقدرته الشرائية، فيوافقون عند تمرير مشاريع الحكومة على ما يجب ان يوافق عليه، ويعترضون على ما يجب الاعتراض عليه، أليس ما يدفع إليهم من أموال الشعب تغنيهم للاتكال على ضمائرهم، أم لازالت بهم حاجة لمزيد غنى، فيقبلون ببعض ما يسيل اللعاب فيكون الاضراب عن رفع الأيدي وسيلة من وسائل الصمت المنبود التي ترضي الحكومة في تسييرها لامور البلاد والعباد بطريقة متهورة دون مراعاة حقيقية لوضع الطبقة الكادحة من المجتمع...

وماذا عن المعارضة فيبدوا أنها دخلت بيت الطاعة من بابه الضيق ورضت بما هي فيه وعليه ولم يعد أمر البلاد والعباد يهمها في شيء، ألا يفترض أنها على علم ومتنبأة بكل ما حدث وما سيحدث لانه من وضعها الرقابي تعيش بعين على الحكومة وعين على المجتمع، تشاهد وتلاحظ فتستغل الثغرات لتبرهن وجودها ككقوة معارضة تحافظ على الخطوط العريضة لمسار المجتمع...

ربما من واجبنا أن نضم أصواتنا لصوت المطالبين بالطرق السلمية في حل أزماتنا العابرة، فحياتنا تحد لأجل الأفضل، لكن ليس من الضرورة في شيء أن نسلك مسلك العنف كطريقة لرفع الاصوات المعبرة عن الرفض، فلسنا بهائم يا سادة، ولسنا رعاع وحثالة القوم، فيفترض أن نكون واعين بما نفعل، وإهدار حقوق الآخرين لأجل حقوقنا ظلم ما بعده ظلم.

فلنتق الله الذي إليه المصير، وليكن ضميرنا حي وواع بما ستأول إليه الأمور، ولله في خلقه شؤون

عبد الرحيم حراتي

08-01-2011

Abderrahim Herrati

http://hrahim.maktoobblog.com

http://herrati2.blogspot.com

hrahim@hotmail.com

fireur28@yahoo.fr

2011-01-06

العنف الجزائـــــــــــــري

     ترى لماذا يلجأ الجزائري إلى العنف لتبيان اعتراضه على أمر ما، أو لإبراز مشاكله التي يتخبط بها؟

هل الجزائري عنيف بطبعه؟ أم هي سياسة تكميم الأفواه التي أوصلته لهذه الطريقة الإبداعية من التعبير؟ مادام الفم مغلوق والأيدي تخرب بكل طلاقة؟؟؟

هل الخلل في عقلية الجزائري أم في سياسة ولي أمره؟؟

أسئلة ليست لي إجابة عنها، فأحيل السؤال لولاة أمورنا لعلهم درسوا عقلياتنا واستنتجوا بتحاليلهم الدقيقة الطريقة المثلى التي يجب ان يعامل بها هذا الشعب الأبي.

فهل من جواب يا سادة؟؟؟

العنف والتخريب طريقة همجية تناقض التحضر والتمدن، وتشعرنا بالتخلف والإنحطاط، وتعود بنا لعصور الهمجية وقانون الغاب حيث القوي يأكل الضعيف بلا هوادة

وفي التخريب تدمير للمنشآت والبنى التحتية للمجتمع، مما يسفر خسائر مادية معتبرة تفرض على المجتمع إعادة هيكلتها من جديد واصلاحها، وبالتالي خسائر التعويض والاصلاح تزيد الخسائر لهذا المجتمع، فما يفترض ان يعاد اصلاحه يفترض ان يستثمر في انتاجية جديدة،  عمليات التخريب تثبط حركية التقدم والازدهار وتجمد سرعة التطور ان لم نقل تعيدنا الى الخلف مادام الزمن يتسارع أكثر فأكثر...

لكن لماذا لا يفهم ولاة الأمور هذا، فهم المسؤولون أولا واخيرا عما يحدث؟

قد نقول انهم ليسوا من يقوم بأعمال التخريب، فالمجتمع هو الفاعل، لكن الجواب بسيط فلكل فعل ردة فعل، ولولا احتقان الوضع والضغط الاجتماعي الرهيب الذي مورس على طبقات المجتمع خاصة الطبقة اللكادحة منها لما آل الوضع الى ما آل إليه...

الأحداث الأخيرة التي حدثت تعبيرا عن غلاء المعيشة بارتفاع اسعار المواد الأولية التي لا يستغنى عنها اي مواطن، رسالة توحي ان المجتمع على فوهة بركان، وقابل للاشتعال في اي لحظة، ففيروس العنف ان تحرك فليس من السهل كبته، فهو يعشش في اعماق كل جزائري مغلوب على امره، ويحتاج فقط لمن يصب الزيت على النار لينطلق معبرا عن مكبوتات أعوام من الصمت والتحمل، وكما يقال دائما في مثل هذه الأحداث الضغط يولد الانفجار

فلا حاجة للتحليل والبحث عن الاسباب فهي جلية لكل بصير، فلا داع لاجتماعات ماراطونية بين الحكومة والرئاسة، او بين الحكومة وممثلي الشعب، او في طاولات مستديرة بين السادة الوزراء مع الوزير الاول، فالامر واضح للعيان

فتعالوا يا سادة نزور أحيائنا القصديرية على ضفاف العاصمة، بل لنقل في اعماق العاصمة مثلا، حتى لا نبتعد قليلا الى الولايات المجاورة فنتعب السادة الوزراء، تعالوا لتشاهدوا بأم أعينكم كيف يعيش الجزائريين في دولة العز والكرامة، في اكواخ من طين ينتظرون الفرج علهم يحصلون على سكن لائق، يتمددون في نومهم بكل نفس عميق، تعالوا نشاهد بؤر الفساد كيف تغزو هذه المساكن مادامت حتى دوريات الشرطة لا تلج في اعماق هذه الاحياء لاتساخها والظلام السائد فيها ولطرقها وأزقتها المهترئة، تعالوا نشاهد ابناء هذه الاحياء كيف يطأطأون رؤوسهم حياء إن سئلوا عن عناوينهم التي ترمز للفاقة والبؤس، ومن يرضى ان ينتسب للبؤس يا سادة، فينموا في اغوار انفسهم حقد دفين لمن يرونه سببا في معاناتهم، وليكن النظام او السلطة بأشكالها رمزا من الرموز التمرد  عليها بأي طريقة كانت...

تعالوا يا سادة نزور موظف بسيط يعيل عشرة أفواه بأجر قاعدي، نجلس معه لنسأله كيف يعيش وكيف ينفق ماهيته، فنخرج بوجوه حائرة مسبحين الله معلنين انه يعيش بمعجزة الرازق، والله لا يضيع رزق عباده...

فكيف لاجر لا يتعدى العشرون ألف دينار أن يشبع الرغبات الأساسية لمواطن بعائلة بالله عليكم...

ريع الأرض وشعب بحجم بلدية بالصين ولم تستطيعوا تسيير قناعاته وتحقيق الرفاهية له، فماذا لو نفذ ريع الحاسي، وحتم على الدولة ان تجد مصدر رزق لشعبها، فكيف سنعيش حينها يا ترى؟؟؟ فهل ستلحقنا المجاعة ام سنباع في مزاد علني؟؟؟؟؟؟؟؟

أف لما آل إليه الوضع يا سادة، وأف لراع تجوع رعيته، وأف لنظام لا يحترمه منظميه...

بقلم: عبد الرحيم حراتي

05-01-2011

 

2011-01-04

معاكسة وعبرة

أحيانا امراض المجتمع تجعل منا نحن المترفعين عن التنازل والانحطاط عرضة للضغط، فتجعلنا نكتب حتى عن أمور كنا نراها من تفاهات  الامور التي لا تستحق أن تجر لأجلها جرة قلم

لكن كما يقال شر البلية ما يضحك، فقد أخبرني صديقي اليوم وكله اسف عما آل إليه الوضع في شوارعنا التي تحمل إلينا من تناقضات العصر  وأمراضه حد التجشأ والغثيان

حدثني صديقي اليوم عن فتى نجا من محاولة بائسة للإنتحار، بعد أن تصادف مرور جماعة بالشجرة التي أدلى بنفسه منها والحبل معلق برقبته، فأنقذوه من موت محقق وبئس المصير

حاولت مليا أن أعرف سبب محاولته البائسة هذه بعد أن سألني صاحبي، برأيك لماذا حاول الإنتحار؟

ظننتها البطالة الخانقة، ثم أزمة سكن، أو ربما أزمة عاطفية، وووو... لكن كل محاولاتي باءت بالفشل، فأتى الخبر الصريح والقصة الكاملة لهذا الشاب بزفرات مريرة من صاحبي الذي تألم لما آل إليه الوضع  قائلا:

اعتاد هذا الشاب معاكسة الفتيات الخارجات من الثانوية، الذاهبات أو العائدات لبيوتهن، وفي يومه المشؤوم هذا، وقد بدأ الظلام يلقي  بأسباله على المدينة التي تنعدم فيها الإنارة في شوارعها وأزقتها

كانت فتاة متحجبة أمامه تسير على عجلة من أمرها وهو خلفها يعاكسها بكلماته التي كانت لطيفة، ثم بدأ يكشر عن أنيابه بعد ان رأى المكان خال من المارة والفتاة وحدها وبإمكانه افتراسها لا محالة،

فبدأ ت كلماته النابية تتهاطل عليها طالبا منها التوقف لمحادثته وإلا سيفعل بها، والمسكينة ترتجف خوفا وتحاول ان تسرع اكثر فارة من هذا الوحش الآدمي، ولم تستطع حتى الالتفات إليه

وما ان اقترب منها وبدأ بملامسة جسدها من الخلف، حتى صاحت به قائلة: سأتصل بأخي وسترى ما سيفعل بك

فزادت كلماته الحيوانية أكثر فأكثر ،مهددا انه  سيبدأ بها ثم يكمل بأخيها، اتصلت الفتاة بأخيها والدموع تتهاطل من عيناها، ورن  الهاتف...

فتوقفت وتوقف الشاب خلفها...

الرنين قريب منها، بل أقرب مما تتصور، تلتفت لمصدر الرنين خلفها... أجل إنه هو، هو بشحمه ولحمه، أخوها، أخوها الذي اتصلت به ليحميها من شر هذا الحيوان

الحيوان البشري الذي يلاحقها أخوها الذي كان يفترض انها متمسكة بدراعه وهما في طريقهما للبيت

أخيها من لحمها ودمها... يا للهول ويا لرعب الموقف...

توقفا وبقيا باهتين يتأملان بعض... صرخت هي من هول الصدمة، وجرت بكل ما أوتيت من سرعة نحو البيت والدموع أكثر انهمارا من عينيها

وبقي هو صامتا في مكانه لا يلبث بشيء... يفكر فيما حدث ليستنتج اي نوع من البشر هو، او ربما أي حيوان هو أفضل بكثير...

وكتعبير عن احساسه كان الحبل الذي وجده مرميا سبيل لرقبته، تعبيرا عن ندمه وأسفه لما آل إليه...

هو الآن بالمستشفى يتعافى من صدمته، لكن اتراه يتعافى من حيوانيته ليعود لإنسانيته ويتخلى عن بهائميته؟، ففي الحادثة أكبر عبرة له ولغيره، ولله في خلقه شؤون.

عبد الرحيم حراتي

04.01.2011

2010-12-28

اللعنة على الجهل والأمية

    في كل مرة ازداد يقينا ان التخلف والانحطاط الذي نعيشه في بلادنا سببه الرئيسي الجهل والأمية السائدين في أغوار المجتمع، أتخيلهما وحش عملاق يشحد سكينه ويجز أعناقنا من الوريد الى الوريد

ماكان لي أن أحس طعم هذا الخزي ما لم أعاين بنفسي حالات يندى لها الجبين تشعرني حقا أننا سندبح لا محالة ان استمر الوضع على ما هو عليه، أو إزداد سوء،

كم هو مؤلم أن نجد شبان في رعيان الشباب لا يعرفون عن أنفسهم سوى أسمائهم، حتى تواريخ ميلادهم لا تتضمنها ذاكراتهم المنغلقة، يعيشون كالبهائم بين اكل وشرب وسبات عميق، حياتهم بين بيوتهم ومعاملهم لا يفقهون من سنن الحياة شيء مذكورا...

كم هو مؤلم العيش بدرجة تفكير تساوي الصفر في زمن الألفية الثالثة، حيث أناس يفكرون في غزو الفضاء، واكتشاف أعماق المحيطات، والبحث عن سبل للسفر عبر الزمن للماضي وربما للمستقبل، ونحن ها هنا ما كثون، نعيش كالأنعام لا نفكر حتى كيف نرقى بحياتنا نحو الأفضل، فلم نتعلم حتى آداب الكلام، وأدب المعاملات، فما بالك بمعرفة حقائق ما نحن عليه في مجتمع مميع لا يدري اي طريق سيسلك...

أتخيلها متاهة إجتماعية خطيرة تقودنا نحو جامة يأكل فيها القوي الضعيف بقانون غاب ظالم جبلنا عليه، وما أشرته قوانينا يوما...

اناس تخلوا عن انسانيتهم بارادتهم او غصبا عنهم وماتوا وهم على قيد الحياة...

الأمية تقود الامة نحو الفناء وتطفأ شمعة الأمل في بناء مستقبل أجيال واعية... فهي فينا كالكلب ينبح حتى الإرهاق على رجل أصم لا يسمع شيء، فيذهب تنبيهه أدارء الرياح ، أو كالأحمقين الذين اختلفا عن حالهما أفي ليل أم نهار فسألوا أول من إلتقيا به، فأجاب آسف لا أسكن هذا المكان، فلا اعرف ان كنا بليل أم بنهار، هي نكت ننكت بها لنتسلى لكن جدورها في أعماق مجتمعنا أكبر من النكت بكثير فهي حقيقة مؤلمة تذكرنا دائما أننا لا زلنا نعان أغوار التخلف والإنحطاط...

الأميةعندما تسود بين الآباء فويل للأبناء من شر مرتقب، وحين تغوص في أعماق الأبناء فيا ويح أجيالك يا وطني من هذا الوحش القادم...

ظننت أن الأمية شبح خلفه الإستدمار، وستنار العقول بعد حين بفكر حي يوجه الأمة نحو مجدها المنتظر، لكن بتمعن في واقعنا اكتشفت ناشئة من أبنائنا في عمر الزهور، يعانون حد الثمالة من هذه الأزمة، إن لم أقل هذه الآفة مادامت ستنخر فكرهم نخرا أكثر مما تنخر المخدرات اجسادهم، ولو استنار فكرهم ما نخرت اجسادهم، فهي أم الآفات بلا ريب...

العشرية السوداء عرضت الآلاف من أبنائنا للتسرب المدرسي، فالخوف والرعب، الحرق والتدمير، وسياسة التقتيل والترهيب شلت الفكر شللا  رهيبا، فنتج عن هذا جيل أمي لا يقرأ ولا يكتب، فماذا ننتظر من هذا الجيل يا ترى مادامت اولى منشآته الفكرية قد اعدمت، سوى الخراب والدمار...

أما الجهل فهو كالشبح المرعب الجاثم على صدورنا، وقد يكون نتيجة لوحش الأمية، لكن ليس بالضرورة، رغم انه يستمد طاقاته منه بلا شك، فالجهل الذي نقصده هنا جهل بالحقوق وجهل بالواجبات ، جهل بالقوانين المنظمة يجعلنا نتخبط تخبط عشواء...

فجهل بحقوق تضمنتها دساتير البلاد ومبادئ تنظيم شؤون العباد جعلتنا نعيش كدمى القاراقوز  في ايد ولاة امورنا، يوجهوننا يمين شمال بلا جزع ولا هلع لا لشيء سوى  لانهم مطمئنون لسباتنا، فهم يمنحوننا حقوقنا بمن وأذى كأنها صدقات بأيديهم يمنحونها كيفما يشاؤون ولمن يشاؤون ومتى يشاؤون...

فلو استوعب المواطن ان ما يطالب به حق من حقوقه التي لا جدال فيها بدلائل الدساتير الموثوقة، ولو علم المسؤول انه يقوم بواجب تكليف لا تشريف فيه، ولا مزية له فيه، لكان الوضع أفضل بكثير...

ولو عرف الجاهل بواجباته نحو مجتمعه، أمته، وطنه ودينه، وعاهد نفسه على احترام ما يجب عليه ان يحترمه ويطبقه في حياته اليومية،  وفي  كل شؤونه، لكانت حياتنا أفضل بكثير...

لكن هو الجهل ينخر أجسادنا نخرا، وللتجاهل في كل هذا نصيب، فلو كانت لعدالتنا باع طويل في فرض نفسها في أذهان الناس بصرامتها وعدالتها المستمدة من قوة العدل بين الناس لكان حالنا أفضل بكثير...

إلى أن تستنار العقول من جديد بنور العلم الذي ليس بعده نور، تستمر حياتنا بأناتها وآهاتها، بآلامها وأفراحها، وللحديث بقية بلا ريب...

بقلم عبد الرحيم حراتي

28.12.2010

2010-11-08

شـــــــــــــــــــــــــــــركة وطنيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

“شركة وطنية”

تلتقط أذني بين الفينة والأخرى في حواراتي مع الأصدقاء والزملاء، او سماعا في حافلات النقل العمومي او الخاص عبارات تجعلني اتوقف عندها محتارا متسائلا عن سر هذا التسيب اسبابه ونتائجه

" لا بأس إن وصلت متأخر للعمل فأنا أعمل في شركة وطنية"

"فلان ينهي دوامه بعد منتصف النهار بذل الرابعة بعد  الزوال فهو يعمل في شركة وطنية"

فلانة تطلب السائق لايصالها للعمل على الساعة الساعة التاسعة، فهي تعمل في شركة وطنية

انا احاول ان اجد عملا في شركة وطنية لان لا احد يحاسبك فيها ولا احد يهددك بالطرد

عبارات كهاته وغيرها تجعلني أفكر بعمق في هذه النقطة وأطرح السؤال

- لماذا هذا التسيب؟

فيتبادر الى ذهني الاجابة الشافية في الشارع الجزائري ماهيش تاع باباك

اي ان لا مسؤول يتضر مباشرة من هذه التصرفات

ولا اجر من الاجور سينقص بسبب هذا، ولا مسؤول سيحاسب على نتائج ذلك

جميل جدا ان يعمل العامل في شركة تشعره بالثقة والامان على رزقه، بذل الرعب الذي يعيشه بعض العاملين في شركات خاصة نتيجة الخوف من التعرض للطرد في اي لحظة نتيجة تقصير او اهمال من العامل...

لكن عم وشاع على شركاتنا الوطنية هذا التسيب وقلة المراقبة على مردود العاملين، مما يؤثر على فعاليتها وعلى الإقتصاد الوطني ككل

وعليه ففي زمن العولمة والإقتصاد السوق فالشركات مجبرة على ان تنتج أو تزول وهي مطالبة بتحقيق ارفع واحسن النتائج الإنتاجية، فالكل مطالب ان يكون على وعي بكل هذا وان يعمل لاجل الأفضل

وفكرة البقرة الحلوب يفترض ان تلغى من الأذهان لأنها ابقتنا في دائرة التخلف والانحطاط أجيالا ولازالت مستمرة في اثباط العزائم على الرقي

جل العاملين يحلمون بالأجور المرتفعة مقابل الجهود المتدنية، وإن لم يتوفر ذلك وشعروا أن عملهم لا يتناسب مع أجورهم بدأوا في التملص من مسؤولياتهم والتهرب منها

المحفزات لها دورها الإيجابي الكبير في ضبط العمال ودفعهم أكثر للإخلاص في عملهم والتفان فيه...

الوازع الديني له دوره الاكثر فعالية في تحقيق مبدا الإخلاص في العمل، بتوعية العمال أن كل راع مسؤول عن رعيته وعدم إتقان العمل محاسبون عليه امام الله، فالهروب من العمل قبل انتهاء الدوام أو الوصول متأخرا يتعمد وأخذ الأجر كاملا يعتبر استرزاق بالحرام... وكلمة حرام كافية لاعادة الضمائر لمسارها.

وضع العمال في الصورة وتوعيتهم بالمخططات والاستراتيجيات التي تتبعها الشركة في السوق يمنحهم الثقة الأكبر بحقيقة الوضع وبالتالي بذل الجهد اللازم لتحقيق غايات واهداف الشركة

وتوعيتهم بحقيقة اقتصاد السوق والبعاد الوطنية لاجل التقدم والرقي وأن كل جهد من العامل مهما كان بسيطا يمكنه التأثير ايجابا او سلبا على الاقتصاد الوطني

الترقية في مختلف المناصب بنزاهة وإخلاص دون محسوبية وواسطة له دوره ايضا في تحقيق الرضى والتفان اكثر للصعود في سلم المراتب

الرقابة والصرامة في اتخاد الاجراءات الردعية خصوصا ما يتطلب المس في اجرة العامل بذاتها تجعله اكثر حذرا في عمله، لأن أجره مهدد...

فعلا نحتاج لثورة في عالم الذهنيات لتغيير الفكر المضمحل الذي يمتاز بالأنانية وحب الذات وشعار أنا وبعدي الطوفان فالمسؤول السامي يلهث وراء تنمية ثروته الخاصة من خلال الصفقات التي يكون له  فيها نصيب

والعامل يلاحظ ذلك في صمت وينتقم بعدم الإخلاص في عمله والتملص من مسؤولياته بشتى الطرق.

وللحديث بقية

24.10.2010

2010-09-27

طالب نصيحة

طالب نصيحة

أعزائي المبدعين القراء

تحية احترام وتقدير لأقلامكم المبجلة وبعد:

بعد أن أضاعتني سبل الحياة في البحث عن الطريقة المثلى لخلق الدوافع الكامنة، والبحث عن الإرادة اللازمة للمضي قدما نحو المزيد من الإبداع، ألج أ إليكم عل وعسى أجد عندكم ما يعينني على نفسي والإنطلاق من جديد...

حكايتي وما فيها، أني صاحبت القلم أعواما وأعوام، بلا كلل ولا ملل، فألفته والفني لدرجة لا توصف، وصل بي الأمر حتى الإستيقاظ من النوم في آخر الليل، لا لشيء سوى لأدون فكرة تخطر على الخاطر، أو أنثر همسات اشتعلت للحظة خشيت ألا أدركها صباحا، واستمرت عشرتنا سنوات طوال صال فيها قلمي وجال معبرا عن كل الأحاسيس السعيدة والحزينة، التي أبدعت من خلالها أشعارا، خواطر، ثم قصصا وروايات جميلة

كانت جل كتاباتي عن الأنا وما يحيط بها، وكانت لمشاعر الحب فيها الحظ الأوفر والأكبر...

وفجأة اكتشفت أن جل ما أكتبه لا قيمة له، مادام اإنسان محاسب عن كل ما يكتب ويقول، مادامت كتاباتي لا تسمن ولا تغني من جوع، سوى كلمات المشجعين، رائعة، جميلة، مأثرة...

أردت أن أكتب ما بخلد الذكرى، وتتناوله الأجيال، كتابة لا تموت بسهولة، وتترك الأثير العميق في النفس والمجتمع

أردت ألا أكون لنفسي فقط، أردت أن أكون لمجتمعي أيضا، بخلق ولو ذرة تغيير من خلال التعبير عن المجتمع وآلامه

فلطاما شاهدت شواهد، يفترض بها أن تدفعني لأكتب أبحرا من الكلمات المعبرة، لكني أفشل في تخطي الأسطر الأولى، إذ فجأة تتملكني الرغبة في التوقف عن الكتابة وأشعر بملل شديد يسيطر على ذاتي، فلا أجد إلا أن أتوقف واعدا بالعودة لهذه الأسطر بعد ايام، وتمر الأشهر أمر مرور الكرام بلا عودة...

وانغمست في هذا الخمول والكسل، ولم تعد لي العزيمة في حمل قلمي وإشعال ناره من جديد...

كنت مواضبا على المطالعة، حتى أن النوم كان يجافيني إن لم أقرأ صفحات من كتاب

وكنت لا أحتمل النوم حتى ألامس قلمي وأنثر عليه بعضا من قبلاتي الحارة

وصرت بلا هدف...

جل أوقاتي أمضيها في التنقل بين صفحات الناث بلا سبب ولا هدف واضح

وفي الليل انغماس في متابعة الأفلام حتى يغلبني النعاس فأنام...

لم أعد أحتمل هذا الوضع، فحاولت مرارا وتكرارا تغيير عاداتي السلبية هذه بوضع خطط جادة، لكني أستسلم من الرغبة الأولى في العودة

حاولت خلق دوافع تعينني للاستمرار، لكني أعتدت التسويف ووعد نفسي بالتغيير بعد أن تمر الفترة ثم الفترة، المناسبة ثم المناسبة، ولا زال التسويف يعمل عمله حتى الآن

قرأت سير أناس أرادوا فاستطاعوا عل وعسى أجد الهمة اللازمة لاحذو حذوهم، لكني فشلت في ذلك أيضا...

فها أنا ألجأ إليكم فعل أحدكم يتكرم علي بنثرات من قلمه تعينني على خطي خطوة إنطلاق لا رجعة فيها أبدا...

فما يغيضني أكثر هو أني أحترق بداخلي لما أنا فيه، ويقينا أملك الموهبة التي تعينني أن أكون كما أريد أن أكون، لكن ربما أحتاج لمن يأخد بيدي

فمن يعينني ولو بنصيحة بالله عليكم

تحياتي وتقديري

2009-12-08

*إني أغرق...!!!* (خاطرة)

*إني أغرق...!!!*

إني أغرق في مستنقع الجمود

بين ثنايا الظلام والأمل الذؤوب

أبحث عن طريقي ودربي المعهود

أحاول ألا أكون إنسانا جحود

ناكرا للمعروف على الناس حقود

إني أغرق!!!

غرقي بطالة تخنقني خنق الفهود

لفريسة وقعت صيدا موعود

غرقي فقر ممدود

امتدت شرايينه حتى نخاع مصلود

غرقي وطر موصود

في حب امرأة تنير درب جنة المحمود

إني أغرق!!!

الزمن من حولي يسير

وأنا باهت في مكاني أسير

وأسأل أي مسار سيأخذني

أي حياة ستغرقني؟

الزمن من حولي يسير

وأنا تائه وراء سراب عسير

أحاول ولوج بوابة الأفق

حيث ضوء الشمس ولو نزر نزير

�3;ني اغرق!!!

قلمي جفت دموعه من كثرة الخطاب

ومكاتبة أهل العقد والحل النهاب

ودق كل النوافذ والأبواب

لم أطلب الكثير لملئ الجراب

ولم أحلم يوما بقصر فوق السحاب

إني أغرق!!!

إني اغرق ويداي مكبلتان

لا بالحديد بل بسلطة إنسان

أرى هاويتي بين عيناي المغمضتان

لا بمعصم، بل بانكسار وجدان

إني أغرق!!!

فقد تهت بحثا عن أشلاء إنسان

كريم كرامة امرئ لا يهان

عزيز بين أهله بشرف مصان

فهل سأنجو من غرق محتوم

بعمل يعيد بسمة مظلوم

وحتى أجد حلي الموسوم

لا زلت أغرق وأغرق وأغرق...

بقلم: عبد الرحيم حراتي

على مشار ف الثلاثين (خاطرة)

image010 على مشار ف الثلاثين

لازال والدي يمنحني مصروف جيبي المتين

لازالت أمي تختلس لي من ميزانية البيت الأمين

لازالت أختي المعلمة تمنحني الدينار الأربعين

لازال أخي البناء يمنحني كل يوم سيجارتين

على مشار ف الثلاثين

لا زالت أحلامي مجرد أوهام شاب عليم

لا زالت طموحاتي مجرد نزوة إنسان سقيم

لا زالت أفكاري برميل نفط عظيم

لازالت نزواتي خربشات طفل سليم

على مشار ف الثلاثين

لازلت أذكر اني رغبت في عمل

يصون كرامتي ويحفظني من الزلل

يمنحني قوتي في إثبات الذات والأمل

يحقق حاجاتي باستقرار ونسل

على مشار ف الثلاثين

لازلت أذكر أني رغبت في زوجة

تعينني على الدنيا وللبحر موجة

وتتمسك بي حين تكون الرياح هوجا(ء)

لا زلت أذكر أني لست علوجا

على مشارف الثلاثين

لازلت أحلم ببيت وسكن

لا زلت أحلم بهدوء وأمن

لازلت أحلم بخبز وجبن

لا زلت أحلم باستقرار في وطن

بقلم: عبد الرحيم حراتي

 

*اجتمع القادة* خاطرة

*اجتمع القادة*

اجتمع القادة يا سادة

اجتمع القادة

اجتمعوا في ليلة ظلماء

تحت فراش ووسادة

تساءلوا وهم في لباس النوم

عن جدوى لقاء القادة

ألينددوا بكل إبادة

أليعلم شعوبهم أنهم في الريادة

بلغني خبر اللقاء يا سادة

فما ابتسمت والبسام عادة

وما حركت ساكنا والسكون عبادة

فكم من لقاء جمع القادة

بعد اذن امريكا راعية السيادة

وعلمها بالتقرير قبل اجتماع السادة

نندد اصطلاح لا يغيب في العادة

عن قرارات مبجلينا كما لا تغيب الشهادة

نندد بقوة والقوة هنا جرادة

والجراد قوي في بيئة الجرادة

فلسطين تكافح بلا هوادة

بأشلاء الموت وطالبي الشهادة

بسفك الدماء ويتم الثكالى

بدموع النساء والحصار والإبادة

العراق بلعنة أمريكا

وفتنة الهرج تأمل السيادة

وعروبتنا من الداخل تنعي

الفقر والحرمان

وديننا يشكو قلة النصح والنسيان

اجتمع القادة يا سادة

ولعل في إعادة اللقاء إفادة

بقلم: عبد الرحيم حراتي