2011-06-10

على فراش الموت

زرته على فراش الموت يعد أنفاسه الأخــــــــــــــــيرة

يدعوا الرحمن ربي أغفر دنوبي الكبــــــــــــــــــــيرة

فما صليت لك منذ أعوام كثـــــــــــــــــــــــيرة

وشربت خمرا في ليال سمر مع سمـــــــــــــــيرة

وضاجعت مومسات مجاهرا لا في ستــــــيرة

واغتبت خلقا وخلقا بلا بصر ولا بصـــــــــيرة

ربي أتغفر لي وما ظننت حياتي قصـــــــــــــيرة

فقد فعلت بي "سوف" فعلتها الخطــــــــــيرة

منحتني وهم مديد الحياة وتوبة أخــــــــــــــــيرة

لكن القضاء عجل نهايتي بخاتمة حقــــــــــــــــــيرة

فعلى فراش العهر طعنت بسكينة كبــــــــــــــــيرة

لرفضي دفع ثمن نزوة نزيـــــــــــــــــــــــــــــــرة

فكان للفضيحة ثقلها على نفس شريــــــــــــــــــرة

انكسرت بعد أن رأت دموعا غزيـــــــــــــــــــــرة

فأمي انهارت وقد صارت ضريـــــــــــــــــــــــــرة

لدموع سالت وقد كانت صبــــــــــــــــــــــــــــــورة

وأبي بين التبرأ والصمت في حــــــــــــــــــــــــيرة

إخوتي أهينوا لفضيحتي الجريــــــــــــــــــــــــــرة

فما سامحوني في لحظتي الأخــــــــــــــــــــــــــيرة

وأبوا زيارتي ومنيتي هذه الظهــــــــــــــــــــــــيرة

....

صمت للحظة وقال... صديـــــــــــــــــــــقي

اشعر بالموت ينتزع أحشـــــــــــــــائي

وقد غرس مخالبه في أعــــــــضائي

والقبر ينادي واعدا بشــــــــقائي

فأنا ارى ظلمة وضـــــــــيق

ارى ضمة بلا رفــــــيق

لا حبيب ولا شقيق

فقط ما ادخرت لهذا الـــــــــــــــــــطريق

فما عساي أقــــــــــــــــــــــــــول

رحماك ربي يا مجيب الدعـــاء

اغفر لــــــي

فما اشركت بك تحت الســـــــــــــماء

لكني ما اعددت عدتي ليوم اللقاء

وظننت العمر طويل

رحماك ربي يا غفار الذنوب

اتقبل توبتي وهذه الكروب

والروح تغرغر قبل الغروب

وقد سالت دمعتي خوفا من العذاب

وما وعدت من خزي يوم الحساب

لمن غفى واتبع السراب

ونسى فينسى يوم العقاب

....

شهق صديقي شهقة المــــــوت

وقد كان بالامس يطلب القوت

وصعدت الروح وانقطع الصوت

وحملقت عيناه فاقتربت ودنوت

فأغمضتهما بيدان ترتجفان

ودعوت له الملك الديان

أن يغفر له كل ما كان

فرحمته وسعت الإنس والجان

ولك في موته موعظة بلا نسيان

فاليوم هو وغدا انت او انا او اي كان

فبعمر قصير او طويل سيان

فالموت حق على كل انسان

بقلم:عبد الرحيم حراتي

10/06/2011

هناك تعليقان (2):

  1. ما اقساه من موقف ولكنه موقف متوقع لكل البشر
    نتمنى فقط ان نتذكره دوما لعلنا نتعظ
    شكرا لك ايها الطيب على الموضوع المميز

    ردحذف
  2. شكرا لمرورك سيدتي، كم هو مؤلم هذا الإحساس

    ردحذف