2011-01-06

العنف الجزائـــــــــــــري

     ترى لماذا يلجأ الجزائري إلى العنف لتبيان اعتراضه على أمر ما، أو لإبراز مشاكله التي يتخبط بها؟

هل الجزائري عنيف بطبعه؟ أم هي سياسة تكميم الأفواه التي أوصلته لهذه الطريقة الإبداعية من التعبير؟ مادام الفم مغلوق والأيدي تخرب بكل طلاقة؟؟؟

هل الخلل في عقلية الجزائري أم في سياسة ولي أمره؟؟

أسئلة ليست لي إجابة عنها، فأحيل السؤال لولاة أمورنا لعلهم درسوا عقلياتنا واستنتجوا بتحاليلهم الدقيقة الطريقة المثلى التي يجب ان يعامل بها هذا الشعب الأبي.

فهل من جواب يا سادة؟؟؟

العنف والتخريب طريقة همجية تناقض التحضر والتمدن، وتشعرنا بالتخلف والإنحطاط، وتعود بنا لعصور الهمجية وقانون الغاب حيث القوي يأكل الضعيف بلا هوادة

وفي التخريب تدمير للمنشآت والبنى التحتية للمجتمع، مما يسفر خسائر مادية معتبرة تفرض على المجتمع إعادة هيكلتها من جديد واصلاحها، وبالتالي خسائر التعويض والاصلاح تزيد الخسائر لهذا المجتمع، فما يفترض ان يعاد اصلاحه يفترض ان يستثمر في انتاجية جديدة،  عمليات التخريب تثبط حركية التقدم والازدهار وتجمد سرعة التطور ان لم نقل تعيدنا الى الخلف مادام الزمن يتسارع أكثر فأكثر...

لكن لماذا لا يفهم ولاة الأمور هذا، فهم المسؤولون أولا واخيرا عما يحدث؟

قد نقول انهم ليسوا من يقوم بأعمال التخريب، فالمجتمع هو الفاعل، لكن الجواب بسيط فلكل فعل ردة فعل، ولولا احتقان الوضع والضغط الاجتماعي الرهيب الذي مورس على طبقات المجتمع خاصة الطبقة اللكادحة منها لما آل الوضع الى ما آل إليه...

الأحداث الأخيرة التي حدثت تعبيرا عن غلاء المعيشة بارتفاع اسعار المواد الأولية التي لا يستغنى عنها اي مواطن، رسالة توحي ان المجتمع على فوهة بركان، وقابل للاشتعال في اي لحظة، ففيروس العنف ان تحرك فليس من السهل كبته، فهو يعشش في اعماق كل جزائري مغلوب على امره، ويحتاج فقط لمن يصب الزيت على النار لينطلق معبرا عن مكبوتات أعوام من الصمت والتحمل، وكما يقال دائما في مثل هذه الأحداث الضغط يولد الانفجار

فلا حاجة للتحليل والبحث عن الاسباب فهي جلية لكل بصير، فلا داع لاجتماعات ماراطونية بين الحكومة والرئاسة، او بين الحكومة وممثلي الشعب، او في طاولات مستديرة بين السادة الوزراء مع الوزير الاول، فالامر واضح للعيان

فتعالوا يا سادة نزور أحيائنا القصديرية على ضفاف العاصمة، بل لنقل في اعماق العاصمة مثلا، حتى لا نبتعد قليلا الى الولايات المجاورة فنتعب السادة الوزراء، تعالوا لتشاهدوا بأم أعينكم كيف يعيش الجزائريين في دولة العز والكرامة، في اكواخ من طين ينتظرون الفرج علهم يحصلون على سكن لائق، يتمددون في نومهم بكل نفس عميق، تعالوا نشاهد بؤر الفساد كيف تغزو هذه المساكن مادامت حتى دوريات الشرطة لا تلج في اعماق هذه الاحياء لاتساخها والظلام السائد فيها ولطرقها وأزقتها المهترئة، تعالوا نشاهد ابناء هذه الاحياء كيف يطأطأون رؤوسهم حياء إن سئلوا عن عناوينهم التي ترمز للفاقة والبؤس، ومن يرضى ان ينتسب للبؤس يا سادة، فينموا في اغوار انفسهم حقد دفين لمن يرونه سببا في معاناتهم، وليكن النظام او السلطة بأشكالها رمزا من الرموز التمرد  عليها بأي طريقة كانت...

تعالوا يا سادة نزور موظف بسيط يعيل عشرة أفواه بأجر قاعدي، نجلس معه لنسأله كيف يعيش وكيف ينفق ماهيته، فنخرج بوجوه حائرة مسبحين الله معلنين انه يعيش بمعجزة الرازق، والله لا يضيع رزق عباده...

فكيف لاجر لا يتعدى العشرون ألف دينار أن يشبع الرغبات الأساسية لمواطن بعائلة بالله عليكم...

ريع الأرض وشعب بحجم بلدية بالصين ولم تستطيعوا تسيير قناعاته وتحقيق الرفاهية له، فماذا لو نفذ ريع الحاسي، وحتم على الدولة ان تجد مصدر رزق لشعبها، فكيف سنعيش حينها يا ترى؟؟؟ فهل ستلحقنا المجاعة ام سنباع في مزاد علني؟؟؟؟؟؟؟؟

أف لما آل إليه الوضع يا سادة، وأف لراع تجوع رعيته، وأف لنظام لا يحترمه منظميه...

بقلم: عبد الرحيم حراتي

05-01-2011

 

هناك تعليق واحد: