2010-11-08

شـــــــــــــــــــــــــــــركة وطنيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

“شركة وطنية”

تلتقط أذني بين الفينة والأخرى في حواراتي مع الأصدقاء والزملاء، او سماعا في حافلات النقل العمومي او الخاص عبارات تجعلني اتوقف عندها محتارا متسائلا عن سر هذا التسيب اسبابه ونتائجه

" لا بأس إن وصلت متأخر للعمل فأنا أعمل في شركة وطنية"

"فلان ينهي دوامه بعد منتصف النهار بذل الرابعة بعد  الزوال فهو يعمل في شركة وطنية"

فلانة تطلب السائق لايصالها للعمل على الساعة الساعة التاسعة، فهي تعمل في شركة وطنية

انا احاول ان اجد عملا في شركة وطنية لان لا احد يحاسبك فيها ولا احد يهددك بالطرد

عبارات كهاته وغيرها تجعلني أفكر بعمق في هذه النقطة وأطرح السؤال

- لماذا هذا التسيب؟

فيتبادر الى ذهني الاجابة الشافية في الشارع الجزائري ماهيش تاع باباك

اي ان لا مسؤول يتضر مباشرة من هذه التصرفات

ولا اجر من الاجور سينقص بسبب هذا، ولا مسؤول سيحاسب على نتائج ذلك

جميل جدا ان يعمل العامل في شركة تشعره بالثقة والامان على رزقه، بذل الرعب الذي يعيشه بعض العاملين في شركات خاصة نتيجة الخوف من التعرض للطرد في اي لحظة نتيجة تقصير او اهمال من العامل...

لكن عم وشاع على شركاتنا الوطنية هذا التسيب وقلة المراقبة على مردود العاملين، مما يؤثر على فعاليتها وعلى الإقتصاد الوطني ككل

وعليه ففي زمن العولمة والإقتصاد السوق فالشركات مجبرة على ان تنتج أو تزول وهي مطالبة بتحقيق ارفع واحسن النتائج الإنتاجية، فالكل مطالب ان يكون على وعي بكل هذا وان يعمل لاجل الأفضل

وفكرة البقرة الحلوب يفترض ان تلغى من الأذهان لأنها ابقتنا في دائرة التخلف والانحطاط أجيالا ولازالت مستمرة في اثباط العزائم على الرقي

جل العاملين يحلمون بالأجور المرتفعة مقابل الجهود المتدنية، وإن لم يتوفر ذلك وشعروا أن عملهم لا يتناسب مع أجورهم بدأوا في التملص من مسؤولياتهم والتهرب منها

المحفزات لها دورها الإيجابي الكبير في ضبط العمال ودفعهم أكثر للإخلاص في عملهم والتفان فيه...

الوازع الديني له دوره الاكثر فعالية في تحقيق مبدا الإخلاص في العمل، بتوعية العمال أن كل راع مسؤول عن رعيته وعدم إتقان العمل محاسبون عليه امام الله، فالهروب من العمل قبل انتهاء الدوام أو الوصول متأخرا يتعمد وأخذ الأجر كاملا يعتبر استرزاق بالحرام... وكلمة حرام كافية لاعادة الضمائر لمسارها.

وضع العمال في الصورة وتوعيتهم بالمخططات والاستراتيجيات التي تتبعها الشركة في السوق يمنحهم الثقة الأكبر بحقيقة الوضع وبالتالي بذل الجهد اللازم لتحقيق غايات واهداف الشركة

وتوعيتهم بحقيقة اقتصاد السوق والبعاد الوطنية لاجل التقدم والرقي وأن كل جهد من العامل مهما كان بسيطا يمكنه التأثير ايجابا او سلبا على الاقتصاد الوطني

الترقية في مختلف المناصب بنزاهة وإخلاص دون محسوبية وواسطة له دوره ايضا في تحقيق الرضى والتفان اكثر للصعود في سلم المراتب

الرقابة والصرامة في اتخاد الاجراءات الردعية خصوصا ما يتطلب المس في اجرة العامل بذاتها تجعله اكثر حذرا في عمله، لأن أجره مهدد...

فعلا نحتاج لثورة في عالم الذهنيات لتغيير الفكر المضمحل الذي يمتاز بالأنانية وحب الذات وشعار أنا وبعدي الطوفان فالمسؤول السامي يلهث وراء تنمية ثروته الخاصة من خلال الصفقات التي يكون له  فيها نصيب

والعامل يلاحظ ذلك في صمت وينتقم بعدم الإخلاص في عمله والتملص من مسؤولياته بشتى الطرق.

وللحديث بقية

24.10.2010

هناك تعليق واحد:

  1. وكلمة حرام كافية لاعادة الضمائر لمسارها.
    لا أظن ذلك لا بد من الإدارة السليمة
    التي تضبط الفرد قبل المؤسسة
    لك تحياتي أخي الكريم

    ردحذف