2010-09-27

طالب نصيحة

طالب نصيحة

أعزائي المبدعين القراء

تحية احترام وتقدير لأقلامكم المبجلة وبعد:

بعد أن أضاعتني سبل الحياة في البحث عن الطريقة المثلى لخلق الدوافع الكامنة، والبحث عن الإرادة اللازمة للمضي قدما نحو المزيد من الإبداع، ألج أ إليكم عل وعسى أجد عندكم ما يعينني على نفسي والإنطلاق من جديد...

حكايتي وما فيها، أني صاحبت القلم أعواما وأعوام، بلا كلل ولا ملل، فألفته والفني لدرجة لا توصف، وصل بي الأمر حتى الإستيقاظ من النوم في آخر الليل، لا لشيء سوى لأدون فكرة تخطر على الخاطر، أو أنثر همسات اشتعلت للحظة خشيت ألا أدركها صباحا، واستمرت عشرتنا سنوات طوال صال فيها قلمي وجال معبرا عن كل الأحاسيس السعيدة والحزينة، التي أبدعت من خلالها أشعارا، خواطر، ثم قصصا وروايات جميلة

كانت جل كتاباتي عن الأنا وما يحيط بها، وكانت لمشاعر الحب فيها الحظ الأوفر والأكبر...

وفجأة اكتشفت أن جل ما أكتبه لا قيمة له، مادام اإنسان محاسب عن كل ما يكتب ويقول، مادامت كتاباتي لا تسمن ولا تغني من جوع، سوى كلمات المشجعين، رائعة، جميلة، مأثرة...

أردت أن أكتب ما بخلد الذكرى، وتتناوله الأجيال، كتابة لا تموت بسهولة، وتترك الأثير العميق في النفس والمجتمع

أردت ألا أكون لنفسي فقط، أردت أن أكون لمجتمعي أيضا، بخلق ولو ذرة تغيير من خلال التعبير عن المجتمع وآلامه

فلطاما شاهدت شواهد، يفترض بها أن تدفعني لأكتب أبحرا من الكلمات المعبرة، لكني أفشل في تخطي الأسطر الأولى، إذ فجأة تتملكني الرغبة في التوقف عن الكتابة وأشعر بملل شديد يسيطر على ذاتي، فلا أجد إلا أن أتوقف واعدا بالعودة لهذه الأسطر بعد ايام، وتمر الأشهر أمر مرور الكرام بلا عودة...

وانغمست في هذا الخمول والكسل، ولم تعد لي العزيمة في حمل قلمي وإشعال ناره من جديد...

كنت مواضبا على المطالعة، حتى أن النوم كان يجافيني إن لم أقرأ صفحات من كتاب

وكنت لا أحتمل النوم حتى ألامس قلمي وأنثر عليه بعضا من قبلاتي الحارة

وصرت بلا هدف...

جل أوقاتي أمضيها في التنقل بين صفحات الناث بلا سبب ولا هدف واضح

وفي الليل انغماس في متابعة الأفلام حتى يغلبني النعاس فأنام...

لم أعد أحتمل هذا الوضع، فحاولت مرارا وتكرارا تغيير عاداتي السلبية هذه بوضع خطط جادة، لكني أستسلم من الرغبة الأولى في العودة

حاولت خلق دوافع تعينني للاستمرار، لكني أعتدت التسويف ووعد نفسي بالتغيير بعد أن تمر الفترة ثم الفترة، المناسبة ثم المناسبة، ولا زال التسويف يعمل عمله حتى الآن

قرأت سير أناس أرادوا فاستطاعوا عل وعسى أجد الهمة اللازمة لاحذو حذوهم، لكني فشلت في ذلك أيضا...

فها أنا ألجأ إليكم فعل أحدكم يتكرم علي بنثرات من قلمه تعينني على خطي خطوة إنطلاق لا رجعة فيها أبدا...

فما يغيضني أكثر هو أني أحترق بداخلي لما أنا فيه، ويقينا أملك الموهبة التي تعينني أن أكون كما أريد أن أكون، لكن ربما أحتاج لمن يأخد بيدي

فمن يعينني ولو بنصيحة بالله عليكم

تحياتي وتقديري

هناك تعليق واحد: